صفة أجر الدعاء الثاني
روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع عن النبي ص أنه قال نزل
جبرئيل و كنت أصلي خلف المقام قال فلما فرغت استغفرت الله تعالى لأمتي
فقال لي جبرائيل ع يا محمد أراك حريصا على أمتك و الله تعالى رحيم بعباده
فقال النبي ص لجبرئيل ع يا أخي أنت حبيبي و حبيب أمتي علمني دعاء تكون
أمتي تذكروني به من بعدي فقال لي جبرائيل يا محمد أوصيك أن تأمر أمتك
تصومون ثلاثة أيام البيض من كل شهر الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر
و أوصيك يا محمد أن تأمر أمتك أن يدعو بهذا الدعاء الشريف فإن حملة العرش
يحملون العرش بهذا الدعاء و ببركته انزل إلى الأرض و اصعد إلى السماء و
هذا دعاء مكتوب على أبواب الجنة و على حجراتها و على شرفاتها و على
منازلها و به تفتح أبواب الجنة و بهذا الدعاء يحشر الخلق يوم القيامة بأمر
الله عز و جل و من قرأ هذا الدعاء من أمتك يرفع الله عز و جل عنه عذاب
القبر و يؤمنه من الفزع الأكبر و من آفات الدنيا و الآخرة ببركته و من قرأ
ينجيه الله من عذاب النار ثم سئل رسول الله ص جبرائيل عن ثواب هذا الدعاء
قال جبرئيل ع يا محمد لقد سألتني عن شيء لا أقدر على وصفه و لا يعلم قدره
إلا الله يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلاما و البحار مدادا و الخلائق
كتابا لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء و لا يقرأ هذا عبد و أراد عتقه
إلا أعتقه الله تبارك و تعالى و خلصه من رق العبودية و لا يقرأ مغموم إلا
فرج الله همه و غمه و لا يدعو به طالب حاجة إلا قضاه الله عز و جل له في
الدنيا و الآخرة إن شاء الله تعالى و يقيه الله موت الفجأة و هول القبر و
فقر الدنيا و يعطيه الله تبارك و تعالى الشفاعة يوم القيامة و وجهه يضحك و
يدخله الله عز و جل ببركة هذا الدعاء دار السلام و يسكنه الله في غرف
الجنان و يلبسه الله من حلل الجنة التي لا تبلي و من صام و قرأ هذا الدعاء
كتب الله عز و جل له ثواب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و إبراهيم
الخليل و موسى الكليم و عيسى و محمد صلى الله عليه و آله و سلم و عليهم
أجمعين قال النبي ص لقد عجب من كثرة ما ذكر جبرئيل ع من الثواب لقارئ هذا
الدعاء ثم قال جبرئيل ع يا محمد ليس أحد من أمتك يدعو بهذا الدعاء في عمره
مرة واحدة إلا حشره الله يوم القيامة و وجهه يتلألأ مثل القمر ليلة تمامه
فيقول الناس من هذا أ نبي هو فيخبرهم الملائكة بأن ليس هذا نبيا و لا ملكا
بل هو عبد من عبيد الله تعالى من ولد آدم قرأ في عمره مرة هذا الدعاء
فأكرمه الله عز و جل بهذه الكرامة ثم قال جبرئيل للنبي ص يا محمد من قرأ
هذا الدعاء خمس مرات حشر يوم القيامة و أنا واقف على قبره و معي براق من
الجنة و لا أبرح واقفا حتى يركب على ذلك البراق و لا ينزل عنه إلا في دار
النعيم خالدا مخلدا و لا حساب عليه في جوار إبراهيم ع و في جوار محمد ص و
أنا ضامن لقارئ هذا الدعاء من ذكر و أنثى أن الله تعالى لا يعذبه و إن كان
ذنوبه
أكثر من زبد البحر و قطر المطر و ورق الشجر و عدد الخلائق من أهل
الجنة و أهل النار و إن الله عز و جل يأمر أن يكتب للذي يدعو بهذا الدعاء
ثواب حجة مبرورة و عمرة مقبولة يا محمد و من قرأ هذا الدعاء عند وقت النوم
خمس مرات على طهارة فإنه يراك في منامه و تبشره بالجنة و من كان جائعا أو
عطشانا و لا يجد ما يأكل و لا ما يشرب أو كان مريضا و يقرأ هذا الدعاء فإن
الله تعالى يفرج عنه ما هو فيه ببركة هذا الدعاء و يطعمه و يسقيه و يقضي
له حوائج الدنيا و الآخرة و من سرق له شيء أو أبق له عبد فيقوم و يتطهر و
يصلي ركعتين أو أربع ركعات و يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و سورة
الإخلاص مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء و يجعل الصحيفة بين يديه أو تحت
رأسه فإن الله تعالى يجمع المشرق و المغرب و يرد العبد الآبق ببركة هذا
الدعاء إن شاء الله تعالى و إن كان يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه
فيجعله الله تعالى في حرز حريز و لا يقدر عليه أحد و لا أعداؤه و ما من
عبد قرأه و عليه دين إلا قضاه الله عز و جل و سهل له من يقضيه عنه إن شاء
الله تعالى و إن قرأه عبد مؤمن مخلص لله عز و جل على جبل لتحرك الجبل بإذن
الله تعالى و من قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء و لا تعجب من هذا
الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء فإن فيه اسم الله تعالى الأعظم و إنه إذا
قرأه القارئ و سمعه الملائكة و الجن و الإنس فيدعون لقاريه و إن الله
تعالى يستجيب منهم دعاءهم و كل ذلك ببركة الله عز و جل تعالى و بركة هذا
الدعاء و إن من آمن بالله و رسوله فيجب أن لا يغاش قلبه بما ذكر في هذا
الدعاء و إن الله يرزق من يشاء بغير حساب و من قرأه أو حفظه أو نسخه فلا
يبخل به على أحد من المسلمين و قال رسول الله ص ما قرأت هذا الدعاء في
غزوات إلا ظهرت ببركته على أعدائي و قال ص من قرأ هذا الدعاء أعطي نور
الأولياء في وجهه و سهل له كل عسير و يسر له كل يسير و قال الحسن البصري
لقد سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفها و لو أن من يقرأه ضرب
برجله على الأرض لتحركت الأرض و قال سفيان الثوري ويل لمن مهجالدعوات ص :
82لا يعرف حق هذا الدعاء فإن من عرف حقه و حرمته كفاه الله عز و جل كل شدة
و إن قرأه مديون قضى الله ديونه و سهل له كل عسر و وقاه كل محذور و دفع
عنه كل سوء و نجاه من كل مرض و عرض و أزاح عنه الهم و الغم فتعلموه و
تعلموه فإن فيه الخير الكثير
و هذا الدعاء الموصوف هو
سبحان الله العظيم و بحمده تقول ثلاث مرات سبحانه من إله ما أملكه و
سبحانه من مليك ما أقدره و سبحانه من قدير ما أعظمه و سبحانه من عظيم ما
أجله و سبحانه من جليل ما أمجده و سبحانه من ماجد ما أرأفه و سبحانه من
رءوف ما أعزه و سبحانه من عزيز ما أكبره و سبحانه من كبير ما أقدمه و
سبحانه من قديم ما أعلاه و سبحانه من عال ما أسناه و سبحانه من سني ما
أبهاه و سبحانه من بهي ما أنوره و سبحانه من منير ما أظهره و سبحانه من
ظاهر ما أخفاه و سبحانه من خفي ما أعلمه و سبحانه من عليم ما أخبره و
سبحانه من خبير ما أكرمه و سبحانه من كريم ما ألطفه و سبحانه من لطيف ما
أبصره و سبحانه من بصير ما أسمعه و سبحانه من سميع ما أحفظه و سبحانه من
حفيظ ما أملأه و سبحانه من ملي ما أوفاه و سبحانه من وفي ما أغناه و
سبحانه من غني ما أعطاه و سبحانه من معط ما أوسعه و سبحانه من واسع ما
أجوده و سبحانه من جواد ما أفضله و سبحانه من مفضل ما أنعمه و سبحانه من
منعم ما أسيده و سبحانه من سيد ما أرحمه و سبحانه من رحيم ما أشده و
سبحانه من شديد ما أقواه و سبحانه من قوي ما أحكمه و سبحانه من حكيم ما
أبطشه و سبحانه من باطش ما أقومه و سبحانه من قيوم ما أحمده و سبحانه من
حميد ما أدومه و سبحانه من دائم ما أبقاه و سبحانه من باق ما أفرده و
سبحانه من فرد ما أوحده و سبحانه من واحد ما أصمده و سبحانه من صمد ما
أملكه و سبحانه من مالك ما أولاه و سبحانه من ولي ما أعظمه و سبحانه من
عظيم ما أكمله و سبحانه من كامل ما أتمه و سبحانه من تام مهجالدعوات ص :
83ما أعجبه و سبحانه من عجيب ما أفخره و سبحانه من فاخر ما أبعده و سبحانه
من بعيد ما أقربه و سبحانه من قريب ما أمنعه و سبحانه من مانع ما أغلبه و
سبحانه من غالب ما أعفاه و سبحانه من عفو ما أحسنه و سبحانه من محسن ما
أجمله و سبحانه من جميل ما أقبله و سبحانه من قابل ما أشكره و سبحانه من
شكور ما أغفره و سبحانه من غفور ما أكبره و سبحانه من كبير ما أجبره و
سبحانه من جبار ما أدينه و سبحانه من ديان ما أقضاه و سبحانه من قاض ما
أمضاه و سبحانه من ماض ما أنفذه و سبحانه من نافذ ما أرحمه و سبحانه من
رحيم ما أخلقه و سبحانه من خالق ما أقهره و سبحانه من قاهر ما أملكه و
سبحانه من مليك ما أقدره و سبحانه من قادر ما أرفعه و سبحانه من رفيع ما
أشرفه و سبحانه من شريف ما أرزقه و سبحانه من رازق ما أقبضه و سبحانه من
قابض ما أبسطه و سبحانه من باسط ما أهداه و سبحانه من هاد ما أصدقه و
سبحانه من صادق ما أبداه و سبحانه من بادئ ما أقدسه و سبحانه من قدوس ما
أظهره ]ما أطهره[ و سبحانه من ظاهر ]من طاهر[ ما أزكاه و سبحانه من زكي ما
أبقاه و سبحانه من باق ما أعوده و سبحانه من عواد ]معيد[ ما أفطره و
سبحانه من فاطر ما أرعاه و سبحانه من راع ما أعونه و سبحانه من معين ما
أوهبه و سبحانه من وهاب ما أتوبه و سبحانه من تواب ما أسخاه و سبحانه من
سخي ما أبصره و سبحانه من بصير ما أسلمه و سبحانه من سليم ما أشفاه و
سبحانه من شاف ما أنجاه و سبحانه من منج ما أبره و سبحانه من بار ما أطلبه
و سبحانه من طالب ما أدركه و سبحانه من مدرك ما أشده و سبحانه من شديد ما
أعطفه و سبحانه من متعطف ما أعدله و سبحانه من عادل ما أتقنه و سبحانه من
متقن ما أحكمه و سبحانه من حكيم ما أكفله و سبحانه من كفيل ما أشهده و
سبحانه من شهيد ما أحمده و سبحانه هو الله العظيم و بحمده و الحمد لله و
لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد و لا حول و لا قوة إلا بالله
العلي العظيم دافع
كل بلية و هو حسبي و نعم الوكيل
حق[ هذا الدعاء فإن من عرف حق هذا الدعاء و حرمته
كفاه الله عز و جل عنه كل شدة و صعوبة و آفة و مرض و غم ببركة هذا الدعاء
فتعلموه و علموه ففيه البركة و الخير الكثير في الدنيا و الآخرة إن شاء
الله تعالى